حضــــــــــــ الحبيــ ,, ــــــــــب ـــــــــــن

أحلم..

وكل البنات يحُلمن..

هذه تحلم بالفستان الجميل.. وتلك تحلم بالعاشق الوسيم وأخرى بالقصر الفاره وو...

نعم إني أحلم ..

لكني أحلم حلماً لا كالأحلام ..

إني أرى نفسي هناك عطشى .. أجري أبحث عن شربة ماء .. أتلفّت فلا أرى حولي إلا العطاشى مثلي وأشد ..


فأذكره .. وأقول حتماً سيعرفني فقد امتثلتُ للأمر وجئتُ بالعلامة ( غراً محجلين من أثر الوضوء )..

جريتُ وجريتُ أبحث عنه ..

وقد بلغ مني العطش كل مبلغ ..

رأيته من بعيد .. تسمّرت قدماي .. وارتعش قلبي .. وسالت دموعي ..

حبيــبـــــي .. ماأضوأ وجهك .. وماأرقّ ملامحك ...

يبتسم لهذا ، ويسقي هذا ، و يحضن هذا...


تُرى هل سيلتفت إليّ من بين كل هؤلاء ..


اقتربتُ واقتربت .. وعيني على الحبيب لا تغادره ..

أتملى من الوجه الوضّاء الذي حرمتُ رؤيته في الدنيا ..

يلتفتُ إليّ .. تغمرني عيناه بحنان ..

يرى وجهي المتعب وشفتيّ اليابستين ..

ييبتســــم لي ابتسامة تهــــــزُّ كياني طرباً .. رفع يداه ..

ناداني .. "...................."


ما أحلــــى اسمي حين نطق به .. صوته .. لأول مرة أسمع صوته الحاني ..


سقطت دموعي .. جريتُ نحوه .. مد ذراعيه لي من بين الناس .. اجري نحوه .. رميت بنفسي في حضنه الدافيء ..


بكيتُ وبكيتُ فرحة ..


ومع أول ضمة يضمني فيها تهون عليّ كل الأحزان ..

غربتي بين الناس ،

أذاهم وسوء ظنهم ،

تضحياتي بأشياء كنتُ أحبها ،

صبري على الحرمان ،

مرارة ثباتي على المباديء ،

التعب والجهد والعرق والذهاب والمجيء كله كله هـــــــان ..

هان مع أول ضمة إلى حضن الحبيب الدافيء ..

حضن الوالد الشفيق ..


لأول مرة أعيش قوله صلى الله عليه وسلم ( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد )..

حضن المحب المشتاق لأمّته ..

أحسستُ بها بقوة ( اشتقتُ إلى إخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني )

ارفع رأسي من على صدره ووجهي يمتليء بالدموع: " اشتقتُ إليـك يارســول اللــــــه "

أرى في عينيه فرحةً بي ..

يمسكُ بيديّ بقوه .. فيقول لي : وعدتِني فوفيتي .. بذلتي ونصرتي ونجحتي .. سرتي على خطاي وما غويتي ..


فأنكبُّ على يديه .. ما أنعم ملمسها وما أطيب رائحتها .. صدق أصحابك يارسول الله!


فأقبلها وأقبلها و أقبلها وأقول جزاك الله عنا خير الجزاء يارسول الله ..

فينظر إلى وجهي المتعب نظرة شفقة ويقول تعالي يا "..........."

اسقيكي شربة هنيئة لا تضمئين بعدها أبداً ...فيأخذ بيدي ويمد يده الشريفه إلى الحوض ..

لا يتناول إناءً.. يأبى إلا أن يغترف بيده ...فأنكبُّ على كفه الشريف اشرب .. وهو ينظر إليّ ويبتســــم ..


يأخذ بيدي ليدخلني الجنة ..

الجنــــــــة ..

الأمل الذي من أجله كنتُ أحيا .. الجنة موطني الأصلي الذي خُلق فيه أبي وعاش مدة ..

.. الجنة ..


آآآآآآآه .. الجنة ..

ليس فيها مرض يمزق جسدي فأصبر عليه ..

ليس فيها حبيب إلى قلبي يفارقني فأبكي عليه ..

ليس فيها حاسد يجرحني فأتجرع الصبر ابتغاء ربي وأحسن إليه ..

ليس فيها خوف من هرم أو عجز أو موت يقلقني التفكير فيه ...


لا لا لا ..

من الآن تبدل الأحزان سعادة ..


والمصاعب راحة ..


والأضغان محبة ..


والأمراض صحة ..

لافراق ولا موت ولا جروح ..

البسمة لن تغادر شفتيّ أبداً ..

والفرحة ستملأ قلبي أبداً ..

ما أجمـــــل ريحهـــا وما أروع نورهـا وقصورهــا ..

يفتحُ باباً ما رأت عيني شيئا في الدنيا أجمل منه .. يدخل بي ومازالت يدي في يده الشريفة ..

يقول لي : هذا قصرك ...

يربتُ على كتفي : ادخلي فانظري إليه ..

أتقدم .. تجولُ عيني في جوانبه .. تبهرنــــي .. تعجز كلماتي "ما أجمله يارسول الله" ..

يتبسم لي .. مازال عند الباب واقف ..

ادركتُ أنه يريد أن يمضي .. فأحبابه من أمّتهِ ينتظرونه .. ولن يطمئن ولن يهدأ له بالٌ حتى يأخذ بيدي كل واحد منهم فيدخله قصره ...

يشُقُّ عليّ غيابه عن عيني " يا رسول الله .. لا أطيق أن أفارقك مرة أخرى "

يبتسم ويشير بيده الشريفة .. ألا ترين هذا القصر بجانبك؟!




















"أنتـــــــي جــــارتي في الجنة "...























هذا حلمي .. ليس مجرد حلم أهرب به من واقعي وأخدّر به نفسي .. لا .. بل هو غاية أدعوا الله أن يبلغنيها

وأعلم أني لن اصل إليها إلا بعد أن أكد وأتعب وأرقى سلم النجاح في الحياة على خطــاه .. على هُــداه..


مولاي أنتَ الذي ألهمتني فحلمت وأكرمتني فكتبت فلا تجعل ذلك يارب حسرة عليّ يوم القيامة وأكرمني بحضن حبيبي ... حبيبـــــــــــي ... حبيبــــــــــــــــــــي صلى الله عليه وسلم... برحمتك لا بعملي وكل مشتاق ياأرحم الراحمين